العوامل المؤثرة في شيخوخة الجلد

أنواع شيخوخة الجلد

تتأثر شيخوخة الجلد بعمليتين منفصلتين. تسمى عملية الشيخوخة الجينية العامة التي تحدث بمرور الوقت شيخوخة الجلد الفطرية، وتنتج عملية شيخوخة الجلد عن عوامل بيئية تسمى عملية شيخوخة الجلد الخارجية. كل من هذه العمليات تسبب علامات محددة لشيخوخة الجلد. تتميز عملية الشيخوخة الفطرية بتغييرات وظيفية جذرية. يصبح الجلد جافًا و بهتًا وتظهر التجاعيد الدقيقة. في المقابل، تتميز عملية شيخوخة الجلد تحت تأثير العوامل الخارجية بتغيرات مورفولوجية و فسيولوجية كبيرة و تؤدي عمومًا إلى شيخوخة الجلد المبكرة. العلامات البارزة لشيخوخة الجلد الخارجي هي التجاعيد الكبيرة و المران الشمسي وعدم انتظام تصبغ الجلد (تظهر بقع الجلد). هذه الأعراض إضافة إلى علامات الشيخوخة الطبيعية.

يختلف معدل شيخوخة الجلد الخارجية بشكل كبير بين الأفراد و في المواقع الجغرافية المختلفة. في الواقع، تعتمد درجة الشيخوخة الخارجية للجلد على نمط التعرض لعوامل بيئية مختلفة. بعض الناس أكثر حساسية من غيرهم لتلف الجلد الناتج عن البيئة. بالإضافة إلى ذلك، هناك العديد من الاختلافات بين المجموعات العرقية فيما يتعلق بعلامات شيخوخة الجلد الخارجية. كما نعلم جميعًا، فإن الاختلاف الرئيسي بين المجموعات العرقية هو نوع الجلد. لكن الاختلافات الجينية أو المعتادة الأخرى قد تكون سببًا أيضًا.

في هذه المقالة سوف ندرس تأثير أهم العوامل البيئية مثل ضوء الشمس و التدخين و تلوث الهواء و ما إلى ذلك على شيخوخة الجلد.

1) تأثير أشعة الشمس على شيخوخة الجلد

في أواخر القرن التاسع عشر، قام اثنان من أطباء الجلد بالتحقيق في الادعاء بأن التعرض لأشعة الشمس يضر الجلد و يؤدي في النهاية إلى الشيخوخة المبكرة وسرطان الجلد. لاحظ الباحثون التغيرات الحادة و المدمرة التي تسببها الشمس لجلد البحارة. في نفس الوقت تقريبًا، لوحظ Keratosis (تقرن الجلد) و سرطان الجلد بين عمال مزارع الكروم في منطقة بوردو في فرنسا. بعد فترة، تم اختراع طريقة “التصوير الفوتوغرافي (Photoaging)” لإظهار عملية شيخوخة الجلد بشكل جيد. تعمل الأشعة فوق البنفسجية B (290-320 نانومتر) و الأشعة فوق البنفسجية A (320-400 نانومتر) على تكثيف شيخوخة الجلد الخارجية.

) تأثير التدخين على الجلد

في عام 1969، أدرك هاري دانيال أن المدخنين يبدون أكبر سناً من غير المدخنين. طور نظامًا لتسجيل التجاعيد، و الذي يحلل العلاقة بين التدخين و الجلد المتجعد بطريقة أكثر تحديدًا. مع هذا النظام، كان قادرًا على تأكيد ادعائه. في السنوات التالية، تمت دراسة العلاقة بين التدخين و تجاعيد الجلد في دراسات و بائية مختلفة.

يمكن أن يؤدي التدخين إلى تسريع عملية الشيخوخة الطبيعية للجلد و يلعب دورًا في التسبب في ظهور التجاعيد والتغيرات الأخرى في بشرة الوجه. تشمل هذه التغييرات تكوين خطوط قدم الغراب، و خطوط بارزة بين الحاجبين، و تشكيل صبغات الشيخوخة، و التجاعيد العميقة و الانتفاخ تحت العينين، و التجاعيد حول الفم و ترقق الشفتين، و التي تحدث بالطرق التالية:

• يضيق النيكوتين الأوعية الدموية ويقلل من تدفق الأكسجين والمواد المغذية إلى خلايا الجلد.
• يؤدي عدد من المواد الكيميائية الموجودة في السجائر إلى تغيير أو إتلاف الهياكل اللازمة لمرونة الجلد و صحته.
• سيؤدي الضغط على شفتيك أثناء التدخين إلى إنشاء خطوط حول فمك.
• قد يتسبب استنشاق الحرارة و الدخان في جفاف سطح الجلد و تلفه.
• قد تقلل هذه العوامل من قدرة الجلد على التئام الجروح مثل الجروح أو الخدوش. نتيجة لذلك، من المرجح أن يصاب الجرح بالعدوى أو يتطور.
  
  

) تأثير تلوث الهواء على الجلد

يمثل تلوث الهواء تهديدًا بيئيًا آخر يتعرض له ملايين الأشخاص حول العالم. تعد الآثار الضارة لملوثات الهواء على صحة الإنسان مصدر قلق بالغ في الوقت الحالي و قد تم تحديدها على أنها تشكل خطرًا كبيرًا للإصابة بالسرطان و أمراض الرئة و القلب و الأوعية الدموية. كما تعلم، الجلد هو العضو الذي، باعتباره الأکثر الحاجز الخارجي، على اتصال مباشر مع ملوثات الهواء المختلفة. لذلك، من المحتمل جدًا وجود صلة واضحة بين تلوث الهواء و الآثار المدمرة للجلد التي تؤدي إلى الشيخوخة المبكرة.

تظهر بعض الدراسات حول تأثير الأوزون على أنسجة جلد الفئران أن الأوزون كمؤكسد قوي قادر على التأثير على سلامة الجلد. في الآونة الأخيرة، وجدت دراسة و بائية وجود صلة مباشرة بين التعرض للمواد الجسيمية (PM) وظهور علامات واضحة لشيخوخة الجلد، و خاصة البقع الصبغية و التجاعيد. إحدى الآليات الرئيسية التي تمارس بها الجسيمات المحمولة جواً آثارها المدمرة هي إنتاج الأكسجين التفاعلي. يمكن أن تحمل الجسيمات المواد الكيميائية العضوية و المعادن التي يمكن أن تتراكم في الميتوكوندريا و تنتج مباشرة الأكسجين التفاعلي في الميتوكوندريا. هذا يؤدي إلى شيخوخة الجلد. تحدث شيخوخة الجلد أيضًا من خلال الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات (PAHs) التي يتم امتصاصها على الجزيئات المحمولة جواً في المناطق الحضرية و تكون قادرة على تنشيط التمثيل الغذائي الاكسيوبيوتك.

4) دور استخدام مستحضرات التجميل دون المستوى المطلوب على الجلد

مع المكياج، وخاصة الزيوت، يتم سد مسام الجلد مما يؤدي في النهاية إلى ظهور حب الشباب و البثور. يمكن لمستحضرات التجميل أيضًا تكثيف الخطوط الدقيقة حول العينين. مستحضرات التجميل التي تحتوي على التلك تسبب جفاف الجلد و التجاعيد المبكرة على الجلد. قد تحتوي مستحضرات التجميل المعدنية على أوكسي كلوريد البزموت. يمكن أن تسبب هذه المادة جفاف و تهيج الجلد. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمواد الكيميائية الموجودة في مستحضرات التجميل المختلفة أن تلحق الضرر بلون البشرة ومرونتها، مما يؤدي إلى ظهور التجاعيد المبكرة، و التي تعد علامة على الشيخوخة المبكرة.

لتجنب خطر الشيخوخة المبكرة، من الضروري إيجاد الصياغة المناسبة لمستحضرات التجميل لبشرتك. هنا نساعدك على التعرف على المواد الضارة في مستحضرات التجميل.

• فراغرينز أو عطر

تجنب استخدام مستحضرات التجميل التي تحتوي على العطور و المواد الحافظة، فهي أكثر الأسباب شيوعًا لحساسية التلامس في مستحضرات التجميل. يمكن أن‌تشق هذه المواد الكيميائية المهيجة طريقها إلى بشرتك و لن‌تعرفها أبدًا. تجنب استخدام مستحضرات التجميل التي تحتوي على عطور.

• بارابين

ربما لاحظت أن العديد من العلامات التجارية لمستحضرات التجميل تحاول إنتاج منتجات خالية من البارابين. يزيد البارابين من إنتاج الإستروجين و يمكن أن يتلف أنسجة الجلد. يعد تجنب البارابين أمرًا صعبًا بعض الشيء، ولكن اقرأ دائمًا ملصق مستحضرات التجميل وتجنب الشراء إذا تم ذكر أي بارابين بما في ذلك ميثيل بارابين على ذلك.

• • ال PEGs

  ال PEGs هي عنصر مهم آخر يجب عليك تجنب شراء مستحضرات التجميل التي تحتوي على. يتم إنتاج البولي إيثيلين تيرفثالات (PEG) باستخدام أكسيد الإيثيلين، و هو مادة مسرطنة معروفة، و تعمل كمعززات الاختراق (تسبب امتصاص المزيد من المواد الأخرى). هذا يعني أن المواد الضارة الأخرى في مستحضرات التجميل يمكن أن تمتص البشرة أكثر.

  • بالإضافة إلى ذلك، تشارك ال PEGs في اغضاب توازن رطوبة الجلد. هذا يؤدي إلى تكوين التجاعيد و الخطوط الدقيقة قبل الأوان.

  5) دور العادات الشخصية السيئة في شيخوخة الجلد

  لايمكن لنمط الحياة مع العادات الصحية تحسين نوعية حياتك فحسب، بل يجعلك أيضًا تبدو أصغر سنًا. بعض العادات السيئة التي يمكن أن تسرع من عملية شيخوخة الجلد هي:

  • تجعد الجلد بسبب استخدام القش أثناء الشرب: بشكل عام الحركات المتكررة لعضلات الوجه ضارة. قد يتسبب تجعد الشفاه المنتظم في فقدان الجلد مرونته بشكل أسرع، مما يؤدي إلى ظهور خطوط و تجاعيد مبكرة حول الفم. للشرب من الزجاجة تأثير مماثل. لتجنب مثل هذا الخطر، كل ما عليك فعله هو صب المشروب في كوب ثم شربه.
    
    

• الاستلقاء على جانبك أو على البطن وتجاعيد الوجه: يتعافى الجسم أثناء النوم. ولكن إذا استمريت في النوم على جانبك أو بطنك، تظهر التجاعيد على الجلد. نتيجة لشيخوخة الوجه أو تجاعيد النوم تظهر التجاعيد بمرور الوقت بسبب وضعية و شكل النوم.
  

• الارتباط بين تجاعيد الجلد وقلة النوم: قلة النوم لاتؤدي فقط إلى ظهور الهالات السوداء حول العينين ولكن أيضًا أعراض الشيخوخة الأخرى مثل البقع الداكنة و الخطوط الدقيقة. وجد الباحثون أنه حتى النوم ليلاً غير كافٍ يمكن أن يتسبب في شيخوخة خلايا الجسم بشكل أسرع. لايتسبب الأرق في شيخوخة الجلد المبكرة فحسب، بل يقلل أيضًا من قدرة الجلد على مقاومة أشعة الشمس الضارة. للحفاظ على صحة الجسم، يجب أن ينام الشخص 7 ساعات على الأقل في اليوم.
• عدم شرب كمية كافية من الماء وشيخوخة الجلد: يمكن أن يكون سبب التجاعيد هو الجفاف. يؤدي فقدان الكولاجين و المرونة، مما يؤدي إلى ترهل الجلد، و كذلك فقدان حمض الهيالورونيك (مادة طبيعية تستخدم غالبًا كملء شفاه في حقن الهلام) إلى إضعاف قدرة الجلد على الاحتفاظ بالماء. هذا يجعل الخطوط الدقيقة أكثر وضوحا. المشروبات السكرية مثل المشروبات الغازية و عصائر الفاكهة و المشروبات الرياضية يمكن أن‌تسرع شيخوخة الخلايا.
  
  

• • العلاقة بين استهلاك المشروبات الكحولية و الجلد: لا يؤدي استهلاك الكحول إلى زيادة مستوى الدهون الثلاثية في الجسم فحسب، بل يؤدي أيضًا إلى ظهور الخطوط الدقيقة و التجاعيد في سن أصغر. يؤدي استهلاك الكحول أيضًا إلى تعميق هذه الأعراض بمرور الوقت. يسبب الكحول الجفاف كما أنه يستنفد فيتامين A، و هو ضروري لشد البشرة و شبابها. لذلك تجف بشرة الوجه و بعد ذلك تصبح باهتة و بلاحياة. يعد تقليل استهلاك الكحول مع تقدم‌العمر أمرًا ضروريًا لمنع هذه المضاعفات.
  الآثار الجانبية لعدم إزالة المكياج قبل النوم: الخلود إلى الفراش بالماكياج يمكن أن يفسد بشرتك. الجلد مسدود بالفعل و لايستطيع التنفس. في‌الواقع، لايستطيع الجلد التخلص من الإجهاد التأكسدي، بما في ذلك تلوث الهواء المتراكم خلال النهار. تتسبب الجذور الحرة الناتجة في إتلاف كولاجين الجلد و تسبب التجاعيد بمرور الوقت.

• الآثار الجانبية لعدم ارتداء النظارات الشمسية في الشمس: مثل الشرب من خلال الماصة، عدم ارتداء النظارات الشمسية في الشمس يسبب حركات متكررة للوجه تؤدي في النهاية إلى ظهور خطوط رفيعة. إن تقلص حجم العين يعني ضغط خلايا الجلد آلاف المرات بواسطة جميع عضلات الوجه المتحركة. يؤدي هذا إلى ارتخاء الجلد و التجاعيد في نهاية المطاف في زاوية العين.
• عبوس وتجعد متكرر للجلد: يؤدي العبوس أيضًا إلى تهيج مستمر للجلد في المنطقة الواقعة بين الحاجبين. نتيجة لذلك، يفقد الجلد مرونته بعد فترة و يترهل. و نتيجة لذلك، فإنه يترك عبوساً کما التجاعيد على الجبهة.
  
  

6. ) التغذية غير السليمة وشيخوخة الجلد

   كلما انخفضت القيمة الغذائية للأطعمة التي تتناولها، زاد ضررها على بشرتك. يمكن أن يكون النظام الغذائي غير الصحي غنيًا بالدهون غير المشبعة والملح والسكر. من ناحية أخرى، تفتقر هذه الأطعمة إلى الفيتامينات و المعادن التي يحتاجها الجلد للبقاء بصحة جيدة و منتعشة. تؤدي عادات الأكل غير السليمة إلى إنتاج الجذور الحرة في الجسم التي تسرع الشيخوخة.

   السكر، على سبيل المثال، يمكن أن يتلف أنسجة الكولاجين و يجعل من الصعب إنتاجه. في الواقع، يربط السكر الجلوكوز والفركتوز معًا (الأحماض الأمينية في الكولاجين و الإيلاستين، التي تدعم الجلد) و يتم إنتاج الجلايكيشن المتقدم (AGEs) كمنتج نهائي. فهو يساعد على زيادة التوتر المدمر والالتهابات، و كلاهما عامل مهم في شيخوخة الجلد المبكرة.

   عن منع التناول الكثير من الدهون، يجب التأكيد على أن الجسم يحتاج إلى نوع صحي من الدهون. كما يوحي الاسم، تلعب استهلاك الأحماض الدهنية الأساسية دورًا حيويًا للجسم. يمكنك الحصول عليها فقط من الأطعمة مثل الأسماك و المكسرات و الأفوكادو و البيض و زيت الزيتون و بعض الأطعمة المدعمة. أوميغا 3 وأوميغا 6 ضرورية لبناء الخلايا السليمة. تساعد على إنتاج الزيوت الطبيعية للبشرة، و التي تحافظ على ترطيب البشرة و إشراقها.

مراجع: